
رئيس رابطة المستثمرين: الجالية المغربية بالخارج شريك اقتصادي ضائع بين العقار والبيروقراطية
هبة بريس – محمد زريوح
في لقاء حصري مع موقع “هبة بريس”، أكد مولاي إدريس، رئيس رابطة المستثمرين بجهة الشرق، أن أبرز التحديات التي تواجه الاستثمار في المنطقة تتمثل في إشكالية العقار وتعقيد المساطر الإدارية.
وأوضح مولاي إدريس أن معظم الأراضي المتوفرة في المناطق الصناعية شاسعة وتفوق الهكتارين، في حين أن البقع الصغيرة والمتوسطة ما بين ألف وخمسة آلاف متر مربع، وهي المساحات التي يحتاجها أغلب المستثمرين لبدء مشاريعهم، نادرة جدًا. كما أشار إلى أن أسعار العقار المخصص للاستثمار مازالت مرتفعة وغير مشجعة. وأضاف أن التعقيدات الإدارية لا تتعلق فقط بطريقة تعامل الموظفين، بل بالنصوص القانونية نفسها التي تحتاج إلى مراجعة شاملة لتصبح محفزة وجاذبة للاستثمار بدل أن تكون عائقًا أمامه.
وتطرق مولاي إدريس إلى دور الجالية المغربية بالخارج، مؤكداً أنهم يشكلون شريكًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية لما يمتلكونه من موارد مالية وخبرات متنوعة ورغبة حقيقية في المساهمة في تنمية وطنهم الأم. ورغم ذلك، يواجه المستثمر من الجالية عدة صعوبات، أبرزها حاجز اللغة والتواصل مع الإدارة المغربية، إشكالية العقار، تعقيد المساطر الإدارية، وغياب منصة رقمية موحدة تمكنهم من متابعة ملفاتهم والتواصل مع الإدارات المعنية بسهولة. وأكد أن تجاوز هذه التحديات سيحول رغبة الجالية في الاستثمار إلى مشاريع واقعية قادرة على خلق فرص الشغل ودعم الاقتصاد الوطني.
وأشار رئيس رابطة المستثمرين إلى المبادرات التي تهدف إلى تسهيل الاستثمار، مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتمويل المشاريع، وبرنامج المبادرات الإقليمية للهجرة لدعم المشاريع التنموية، والمركز الجهوي للاستثمار لتقديم الاستشارات وتسريع التراخيص، فضلاً عن الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء التي تهدف إلى تحسين الإجراءات الإدارية وتقديم حوافز ضريبية. وأكد مولاي إدريس أن تطوير منصة رقمية موحدة لمغاربة العالم سيكون خطوة أساسية لتسهيل الاستثمار ومتابعة المشاريع عن بعد.
وفيما يخص دور الرابطة، أشار مولاي إدريس إلى أنها بدأت فعليًا في تقريب المستثمرين المغاربة بالخارج من فرص الاستثمار بالجهة الشرقية، من خلال بناء جسور تواصل مع عدد من المستثمرين والجمعيات النشيطة، وتشجيعهم على تسويق المنتجات المغربية المصنعة محليًا، ما يعزز الصادرات ويرفع قيمة المنتجات المحلية، وبالتالي يدعم الاقتصاد الوطني بشكل مباشر. وأكد أن الجهة الشرقية تتوفر على فرص واعدة تشمل الفلاحة والصناعات الغذائية، الصناعة والخدمات التحويلية، السياحة والثقافة، الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، والخدمات الحديثة والتجارة الإلكترونية، إلى جانب المشاريع الترفيهية والسياحة البحرية التي يمكن للجالية الاستفادة منها بخبراتهم الأوروبية لتعزيز النشاط الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
وفي ختام اللقاء، شدد مولاي إدريس على أن تجاوز تحديات العقار والمساطر الإدارية يعد المفتاح الأساسي لتمكين المستثمرين المحليين والجالية المغربية بالخارج من المساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية للجهة الشرقية، مؤكداً أن نجاح المستثمرين سيكون دافعًا قويًا لجذب المزيد من الاستثمار وتحقيق أثر اقتصادي ملموس.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X