المغرب ومونديال 2030.. بين الرهان التنموي والصورة العالمية

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في خطوة تاريخية، تطمح المملكة المغربية، إلى جانب شريكتها إسبانيا والبرتغال، إلى تنظيم فعاليات كأس العالم 2030 على أرضها، هذا الحدث ليس مجرد مناسبة رياضية، بل يُقدم كرافعة استراتيجية لتحقيق تحول شامل على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

– مشاريع الوطن الكبرى

الصور أعلاه تظهر التصميم المستقبل لمركب الملعب الكبير الحسن الثاني قرب الدار البيضاء، بسعة تقارب 115 ألف مقعد، مستوحى من خيمة “الموسم” التقليدية المغربية، في إطار مشروع رياضي وعمراني يضم أجنحة بوتانيكية ومناطق ترفيهية وخدمية مدمجة .

– مشاريع ضخمة تتسارع

الملعب الكبير الحسن الثاني شمال الدار البيضاء، يُعد الأكبر في العالم بسعة 115 ألف متفرّج، ويضم مرافق متعددة الاستخدام ضمن “مدينة رياضية” مترامية تزيد عن 100 هكتار، يُنتظر برامج سياحية وتجارية ورياضية في آن واحد .
– تحديث الملاعب الأخرى

ملعب الرباط (Prince Moulay Abdellah) سيرتفع عدد المقاعد إلى 68,700 مع تجهيزات متقدمة لاستضافة مباريات نصف النهائي 2030

ملعب طنجة سيتوسع إلى حوالي 75,600 مقعدًا، في حين سيزيد “مراكش” سعته إلى نحو 45,860 ومراكب أكادير إلى 46,000 كما هو مخطط

– الإنسان أولا.. التعليم والثقافة في قلب التنمية

تصريحات رسمية أكدت تحويل رأس المال البشري إلى صلب مشروع التنمية الوطني المرتبط بمونديال 2030.

ويحظى هذا الأمر بدعم للثقافة والإبداع الرقمي، لا سيما الشباب القادر على استثمار فرص القطاعات الواعدة مثل الألعاب الإلكترونية، حيث يُقدّر حجمها العالمي بثلاث مائة مليار دولار .

– التحديات الواقعية.، ما بين الغموض والمطلوب

يعد عدم تكافؤ الفرص بين بعض المناطق قروية أو حضرية والتي لا تزال خارج دائرة الانتفاع من مشاريع ضخمة، مما يطرح تساؤلات حول الفوائد الحقيقية للفئات المهمشة، هناك كذلك مسألة الشفافية والحكامة لأن الأخطاء في المشاريع الضخمة يفضي إلى تضخم التكاليف أو فساد إذا لم يكن هناك محاسبة فعلية، هناك تجارب مماثلة في دول استضافة سابقة نبهت لهذا الضعف.

– إرث ما بعد المونديال:

تبقى قراءة ما بعد صافرة النهاية حاسمة، إذ تتحوّل الملاعب إلى رموز بحاجة إلى إدماج ضمن أنشطة مستدامة لضمان فائدتها على المدى الطويل. وهناك الحساسية البيئية والاجتماعية التي تتطلب التأكيد على التوافق مع المجالات القروية والبعد البيئي، لمعالجة أي تشققات قد تنشأ بسبب مشاريع ضخمة تحتاج إلى موارد طبيعية كبيرة مثل الطاقة والمياه.

فموعد المغرب مع مونديال 2030 يمكن أن يتحول إلى قصة نجاح وطنية حقيقية، إذا ما رافقه التزام حقيقي بـتحقيق العدالة المجالية والاستثمار في الإنسان، تم توفير الشفافية والمحاسبة لتحقيق إستدامة التنمية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى