
ملتمس الرقابة على الحكومة يصل “عنق الزجاجة” بسبب صراع المعارضة
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في تطور جديد يُهدد وحدة صف المعارضة داخل مجلس النواب، تحوّل ملتمس الرقابة ضد الحكومة من أداة سياسية إلى موضوع صراع بين مكونات المعارضة نفسها، بعدما دخل في “عنق الزجاجة” بسبب خلاف حاد حول الجهة المخوّلة بتلاوة نصه خلال الجلسة العامة.
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، باعتباره صاحب المبادرة، يؤكد أن من حقه تلاوة الملتمس، مستندًا إلى مقتضيات النظام الداخلي للمجلس، التي تُعطي الأفضلية للجهة المبادِرة.
ويصرّ الفريق الاتحادي على أن احترام المساطر الإجرائية هو السبيل الوحيد لضمان جدية الملتمس ومصداقيته السياسية.
غير أن حزب العدالة والتنمية دخل على الخط، حيث رفض هذا الطرح، معتبرًا أن عبد الله بوانو، بصفته منسق عمل فرق المعارضة وفق التناوب القائم بين مكوناتها، هو الأحق بتلاوة الملتمس. موقف فُهم منه أنه محاولة للتموقع في قلب المشهد الرقابي، خاصة أن الحزب يسعى لإبراز دوره كفاعل محوري داخل المعارضة.
أما الحركة الشعبية، فقد اختارت زاوية أخرى للتأويل، حيث عبّر أمينها العام محمد أوزين عن رغبته في تلاوة النص، مستندًا إلى موقعه المؤسساتي كنائب رابع لرئيس مجلس النواب، إضافة إلى كونه وزيرًا سابقًا، ما يمنحه – بحسبه – نوعًا من الأسبقية أو الرمزية السياسية في هذا السياق.
في المقابل، لوّح فريق التقدم والاشتراكية عبر رئيسه رشيد حموني بإمكانية الانسحاب من مبادرة جمع التوقيعات، إذا استمر هذا التجاذب بين مكونات المعارضة، محذرًا من أن خلافًا على الشكل قد يُفرغ المبادرة من مضمونها السياسي، ويُضعف الرسالة الموجهة للحكومة والرأي العام.
ومع اقتراب موعد مناقشة الملتمس، يزداد القلق من أن يتحول خلاف المعارضة إلى عامل إضعاف داخلي، في لحظة كانت تتطلب أقصى درجات التنسيق والتكامل بين مكوناتها. فهل تنجح المعارضة في تجاوز “عنق الزجاجة” أم أن الملتمس سيتحول إلى مجرد ورقة سياسية محروقة؟.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X