وكالة مارشيكا تحت مجهر الفشل.. هل تستطيع المديرة الجديدة إنقاذ النادي البحري؟

هبة بريس : محمد زريوح

في خطوة أثارت الجدل في مدينة الناظور، وافق أعضاء جماعة الناظور خلال دورتهم لشهر ماي على اتفاقية شراكة لتدبير واستغلال بناية النادي البحري بين جماعة الناظور ووكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا ووزارة الشباب والثقافة والتواصل. جاء هذا القرار في إطار سعي الجماعة إلى تطوير المرافق الثقافية والسياحية في المدينة، لكن، وعلى الرغم من هذه النية، فقد أثار هذا الإجراء استياء كبيراً بين المواطنين والمتابعين للمشاريع السابقة للوكالة.

العديد من الفاعلين السياسيين والجمعويين عبروا عن استنكارهم لهذه الخطوة، ومن أبرزهم البرلمانية السابقة ليلى أحكيم، التي انتقدت بقوة إسناد إدارة النادي البحري إلى وكالة مارشيكا. في تدوينتها على “فايسبوك”، تساءلت أحكيم: “كيف يعقل أن تسند هذه المهمة إلى وكالة مارشيكا وهي التي لا تملك الكفاءات والموارد البشرية اللازمة لإدارة مرفق ثقافي مثل النادي البحري؟” وأشارت إلى أن الوكالة قد فشلت في تنفيذ العديد من المشاريع الموكولة إليها في السابق، مما يثير القلق بشأن قدرتها على النجاح في هذا المشروع الهام.

من جهته، عبر الفاعل الجمعوي حكيم شملال عن استياءه من هذه الخطوة، مشيراً إلى أن مدينة الناظور تعيش “أكبر وهم في تاريخها” بعد الوعود التي تلقتها بشأن مشاريع وكالة مارشيكا. في فيديو نشره على صفحته، أكد شملال أن الوكالة صرفت 2600 مليار سنتيم في مشاريع متعددة، وهو ما يعادل 130 سنة من ميزانية جماعة الناظور، ومع ذلك لم تشهد المدينة أي تحسن ملموس. وأضاف قائلاً: “من سيعوضنا عن الحلم الضائع والثقة المكسورة؟”

هذه الانتقادات تأتي في وقت تعيش فيه وكالة مارشيكا أزمة بيئية حادة بعد توقف الأشغال الخاصة بصيانة المساحات الخضراء في المنطقة، وهو ما أثر سلباً على المرافق الحيوية مثل منطقة الغولف التي كانت تحتاج إلى صيانة دائمة. هذا التوقف في العمل يعكس عجز الوكالة عن الحفاظ على المشاريع القائمة، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرتها على إدارة مشاريع جديدة مثل النادي البحري.

أما في شارع محمد الخامس، فلا يزال الوضع البيئي سيئاً، حيث تعاني المدينة من تراكم الأتربة وتلف الأشجار. بينما يواصل مشروع “شارع الريف الكبير”، الذي كان يُروج له كأجمل شارع على ضفاف المتوسط، معاناته نتيجة لأخطاء في التخطيط والتنفيذ. هذه الإخفاقات الكبيرة تعكس مدى ضعف إدارة وكالة مارشيكا، وتُزيد من مخاوف المواطنين بشأن مستقبل المشاريع التي تنفذها.

ومع تعيين المديرة الجديدة للوكالة، يصبح السؤال الأكثر إلحاحاً هو: هل ستتمكن المديرة الجديدة من تصحيح المسار والتعامل مع هذه الإخفاقات المتكررة؟ فالناظور بحاجة إلى رؤية جديدة وإدارة قادرة على استعادة الثقة المفقودة، وتحقيق الوعود التي طالما تم الترويج لها.

إن أحد أكبر التحديات التي تواجه المديرة الجديدة هو تحسين الأداء العام للوكالة وإعادة الهيبة لها من خلال تنفيذ مشاريع تتسم بالكفاءة والواقعية. فالمواطنون في الناظور قد أصبحوا يشعرون بالقلق من تكرار الفشل، وعليه فإن أي خطوة في الاتجاه الصحيح ستكون محط اهتمام الجميع.

المدينة لا تحتاج إلى المزيد من المشاريع المعلقة أو الوعود التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ. بدلاً من ذلك، يتعين على المديرة الجديدة لوكالة مارشيكا العمل على تنفيذ مشاريع فعالة تحقق التنمية المستدامة للمدينة وتعود بالنفع على ساكنيها.

وفي الختام، يمكن القول إن الناظور في مفترق طرق، ويعتمد مستقبل المدينة على قدرة المديرة الجديدة في اتخاذ قرارات جريئة تتجاوز الفشل وتعيد الثقة في مشاريع الوكالة، بدءاً من النادي البحري وحتى بقية المشاريع المتعثرة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى