
كيف بنى أستاذ أكادير” النافذ” إمبراطوريته من شهادات الماستر؟
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
بين أرصدة مالية مشبوهة، وعقارات فاخرة، وتنسيق سياسي إقليمي لحزب معروف، يُطرح سؤال مُلحّ: من أين لك هذا؟
في منطقة هادئة بضواحي تارودانت، ينتصب ما يُشبه قصرًا صغيرًا محاطًا بسور عالٍ، وحدائق مُنسقة، وقاعة استقبال توصف بأنها “باذخة” من حيث تجهيزها ومستوى الحفلات التي كانت تُقام بها، القصر، وفق معطيات توصلت بها “هبة بريس”، ليس سوى واحد من سلسلة ممتلكات يُشتبه في أنها متحصلة من تجارة ” الماستر ” لبطلها الأستاذ الجامعي الموقوف حاليًا على ذمة التحقيق، في ملف شائك يتعلق بشبهات رشوة واستغلال النفوذ مقابل ولوج طلبة إلى ماستر جامعي وكذلك دكتوراة الدولة .
لكن الملف، الذي بدأ أكاديميًا، يتوسع ليشمل شُبهات تبييض أموال، وتوظيف سياسي لحماية النفوذ.
– أموال ضخمة في حساب “الزوجة”
معطيات أولية من التحقيقات تفيد بوجود مبالغ مالية كبيرة في حساب بنكي باسم زوجة الأستاذ، دون مبرر مهني واضح لمصدرها، وهي لا زالت متمرنة بوظيفة خاصة لا تدر عليها دخلاً كبيراً، مما يطرح علامات استفهام كبرى، كما ان معطيات حصلت عليها الجريدة تفيد ان الاستاذ الموقوف يتوفر على عقارات بمنطقة لساسفة والدار البيضاء مراكش وأكادير وتارودانت .
مصادر مقربة من الملف تشير إلى أن الحساب البنكي “انتعش” في السنوات التي تزامنت مع إشراف الأستاذ على أحد الماسترات “المثيرة للجدل”، والتي تحوم حولها اليوم شبهات بيع مقاعد تسجيل بمبالغ مالية مهمة.
–من الجامعة إلى حزب سياسي : مسار مدروس لنفوذ واسع
في ظرف قياسي، تمكن الأستاذ من توسيع دائرة نفوذه خارج أسوار الجامعة، فقد أصبح منسقًا جهوياً لحزب سياسي ، مستفيدًا من قربه من بعض الوجوه النافذة محلياً ووطنيا .
ويؤكد مصدر حزبي سابق أن صعوده السريع داخل الحزب كان مدفوعًا بشبكة من العلاقات والمصالح، و”تسهيلات أكاديمية” منحها لمنتسبين إلى الحزب أو مقرّبين منه في التسجيل بالماستر.
يقول المصدر نفسه: “كان يخلط بين العمل السياسي والأكاديمي بذكاء… من يدخل معه الحزب، يجد مكانه في الماستر، والعكس صحيح.”
– ضحايا منسيّون: “الفقر لا يدخل الماستر”
س.أ، شاب من أصول أمازيغية ينتمي إلى أسرة بسيطة في ضواحي تافراوت، يحكي للجريدة بحرقة كيف تم إقصاؤه من الماستر رغم تفوقه في الامتحان الكتابي.
“أخبروني أني من المتفوقين، وعند المقابلة الشفهية شعرت أن الأستاذ لا ينظر إليّ أصلاً. بعدها عرفت أن الذين تم قبولهم، بعضهم لم يحضر حتى الاختبار الكتابي، أو جاؤوا بوساطة واضحة، فالفقراء مثلنا لم يكن لهم مكان في عهد هذا الأستاذ.”
شهادة أخرى لفتاة تدعى “ه.ف “، تؤكد أن أحد أقاربها دفع مبلغاً كبيراً مقابل مقعد في الماستر، فيما كانت هي على لائحة الانتظار رغم أنها حاصلة على ميزة مشرفة جداً في الإجازة.
– حفلات مغلقة داخل قصر مفتوح للنافذين
يتداول طلبة سابقون صوراً وشهادات عن “حفلات خاصة” كان الأستاذ ينظمها في ضيعته بتارودانت، وبعضها في فيلته الفاخرة ب مارينا اكادير، يُدعى إليها بعض الطلبة “المقرّبين”، ومسؤولون محليون.
يقول (م.ب)، أحد الخريجين الذين انسحبوا من الماستر في سنته الثانية: “شعرت أن المكان لم يعد أكاديميًا، بل أشبه بشبكة علاقات، فيها من يُستدعى إلى القصر، ومن يُقصى من الحصص. الأمور لم تكن بريئة.”
– من أكادير إلى مدن الشمال
ما تسرب من معلومات تشير ان أستاذ أكادير، ليس وحده من أسس شبكة مصالح بل هناك شبيهه او أكثر لازال ينتظر الإطاحة به وشبكته ، هذا الأخير تقول مصادرنا ، كان أستاذ اكادير قد سجل زوجته بماستر خارج اكادير، يشرف عليه أستاذ جامعي بالشمال، والذي بدوره سجل زوجته بماستر أكادير.
لتكون فضيحة أكادير مشجرة تخفي غابة من الفاسدين داخل الجامعة ، وسوف تكون حلقات اخرى سيتم فيها كشف هؤلاء .
– ما مصير ” الثروة” التي جمعها الاستاذ ؟؟
الملف بات اليوم بيد القضاء، والآمال معلقة على أن تأخذ التحقيقات مجراها كاملاً دون تدخل، خصوصًا وأن القضية لا تتعلق فقط بتكوين أكاديمي، بل بتكريس “نموذج فساد” يُضرب به في أقدس فضاءات بناء الإنسان وهي الجامعة.
من مدرجات المحاضرات إلى حدائق القصور، ومن دفاتر التصحيح إلى أرصدة الحسابات البنكية، رسم الأستاذ المعني مساراً معقّداً من المصالح والامتيازات، والسؤال الأهم الآن: هل نكتفي بسقوط الرأس الظاهر؟ أم سنُسلّط الضوء على الشبكة الكاملة التي نسجت هذا النفوذ؟.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X