
سائق سيارة في حالة سكر يتسبب قي حادثة سير خطيرة بالجديدة ويلوذ بالفرار
مصباح أحمد – الجديدة
اهتزت عاصمة دكالة، أمس السبت، تزامنا مع عطلة نهاية الأسبوع، ومع آخر يوم من عمر موسم مولاي عبد الله أمغار، على وقع حادثة سير خطيرة، تسبب فيها سائق سيارة في حالة سكر، بعد أن صدم طفلا قاصرا، على الطريق ذات الاتجاهين، المؤدية جنوبا إلى الوليدية، مرورا عبر الطريق الجهوية رقم: 301، الرابطة بين الجديدة والجرف الأصفر. إذ لاذ السائق المتهور بالفرار بسرعة جنونية، معرضا للخطر سلامة مستعملي الطريق، قبل أن يتم توقيفه، بعد أن تسبب في حادثة سير ثانية، غير بعيد من مسرح الحادثة الأولى.
وفي تفاصيل النازلة، فإن سائق عربة من نوع “هيونداي سانتا في”، كان ركن سيارته، في حدود الساعة الحادثة عشرة من ليلة أمس السبت، على جنبات الشارع المؤدي إلى مسجد إبراهيم الخليل، غير بعيد من مدارة كان يتواجد في محيطها شرطي بالزي الرسمي، كان يؤمن حركات السير والمرور على هذا المحور الطرقي ذي الاتجاهين، والذي عرف بالمناسبة، طيلة الفترة الممتدة من 08 إلى 16 غشت الجاري، تزامنا مع فترة تنظيم موسم ملاي عبد الله أمغار، اكتظاظا رافقه ارتباك مقلق في حركة السير والجولان.
وفي مقهى لا يبعد سوى بأمتار، جلس سائق السيارة الخفيفة بمعية زوجته. إذ أثار انتباههما حافلة للنقل الحضري، توقفت اضطراريا وسط الطريق، بشكل مواز لعربتهما المتوقفة، بعد أن دخل بعض ركابها في عراك عنيف، سرعان ما تابعت الحافلة، جراء فضه، مسيرتها إلى وجهتها المحددة “موسم مولاي عبد الله”. وهي النازلة التي وثقت بالمناسبة لوقائعها كاميرات المراقبة، المجهزة بها الحافلة، التي ظهر فيها “المتعاركون” عن كثب وبوجوه مكشوفة.
وما أن انطلقت الحافلة، حتى إذا بمنحرف كان على متنها وغادرها لتوه، عقب العراك، يعود متسلحا بحجر كبير، يعتدي بواسطته على السيارة المتوقفة “هيونداي سانتا في”، ويهشم كليا زجاجتها الواقية الخلفية، أمام صدمة وذهول صاحبها وزوجته، وشرطي مرور، قبل أن يطلق “الشمكار” ساقيه للريح، ويلوذ بالفرار، مرورا عبر رصيف محاذ لمؤسسة تربوية خصوصية، غير بعيدة عن مسرح الجريمة، مزودة بكاميرات عالية الدقة، مثبتة على واجهتيها، والتي ثقت بدورها عن كثب وبالصورة، على غرار كاميرات حافلة النقل الحضري، لوقائع النازلة الإجرامية.
وفور إشعار قاعة المواصلات المركزية بأمن الجديدة، حلت بمسرح الاعتداء دورية محمولة من الهيئة الحضرية، على متنها ضابط أمن، رئيس فرقة مرور (عيسى)، الذي طلب تدخل الضابطة القضائية. حيث حل لتوهم عناصر من المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، ومن مصلحة المداومة، التي كانت الدائرة الأمنية الرابعة تؤمن مهامها الليلية.
وقد باشر المتدخلون الأمنيون الإجراءات القانونية، ومعاينة حالة العربة المعتدى عليها، وكذا، أمكنة كاميرات المراقبة، المثبتة بالمناسبة على واجهتي المؤسسة التعليمية الخصوصية، للرجوع إليها، على غرار كاميرات حافلة النقل الحضري، لفائدة البحث الذي فتحته الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الرابعة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
هذا، وإلى جانب شرطي المرور في محيط المدارة، عمد ضابط الأمن (عيسى)، الذي كان أول من تدخل وانتقل بالسرعة والنجاعة المطلوبتين، إلى مسرح الجريمة، (عمد) إلى تنظيم حركة السير والجولان على الطريق المؤدية إلى موسم مولاي عبد الله أمغار، والتي عرفت اكتظاظا وارتباكا، طيلة أيام “الموسم”. إذ سرعان ما أصيب الشرطيان بالزي الرسمي، بصدمة وذهول، عقب ظهور سيارة خفيفة، قادمة من جهة المدارة، يشق سائقها طريقه بسرعة جنونية، ليصدم أمام أعينهما، طفلا قاصرا، كان يهم بقطع الطريق؛ حيث ألقى به أمام العربة المجنونة، التي كادت أن تردي جسده جثة هامدة، لولا الألطاف الإلاهية.
وقد تابع السائق المعربد مسيرته، منحرفا ارة يمينا وتارة شمالا، غير مبال بسلامة المواطنين ومستعملي الطريق. ما حدا بضابط الأمن، رئيس فرقة مرور، في ردة فعل تلقائية وسريعة، للتدخل، وإشعار قاعة المواصلات المركزية عبر الجهاز اللاسلكي، بمدها بنوع السيارة المجنونة، وبلونها ورقم لوحتها المعدنية، والتي عممت في حينه برقية في الموضوع على جميع نقاط المراقبة والسدود الإدارية والقضائية، والدوريات الراكبة والراجلة. ما أحدث حالة استنفار أمني قصوى.
هذا، فإن رحلة الفرار لم تدم طويلا. فبعد أن اختار السائق المتهور، الفاقد لوعيه، أن يعرج يمينا، عند الأضواء المنظمة لحركة السير والجولان، تفاديا لنقاط المراقبة المقامة على مقربة من مسجد إبراهيم الخليل، (أن يعرج) على الشارع المؤدي إلى الطريق الساحلية، الرابطة بين الجديدة ومنتجع سيدي بوزيد، فإذا به يتسبب في حادثة سير أخرى، وهذه المرة، عند ملتقى شارعين، كان بالمناسبة مسرحا لحادثة سير بين عربتين، كان المعاينون من مصلحة حوادث السير الثانية بحي المطار، منهمكين في إنجاز المعاينات والإجراءات القانونية بشأنها، والذين تفاجئوا بالسائق الهارب، وهو يتسبب في حادثة سير ثانية، مباشرة أمام أعينهم. إذ عمدوا لتوهم، بعد أن حل العديد من المتدخلين الشرطيين من الهيئة الحضرية، من ضباط الأمن وفرقة الدراجيين بالزي الرسمي، إلى تصفيده بمقتضى حالة التلبس، ومباشرة الإجراءات القانونية والمعاينات، موازاة مع الحادثة التي كانوا جاءوا من أجلها. حيث وضعوه من ثمة، وبتعليمات نيابية، تحت تدبير الحراسة النظرية، لإخضاعه للبحث من أجل السكر العلني البين، والسياقة في حالة سكر، والتسبب في حادثة سير مقترنة بجنحة الفرار، وتعريض سلامة مستعملي الطريق للخطر.
هذا، فيما نقلت سيارة إسعاف الضحية، الطفل القاصر، في حالة حرجة، إلى قسم المستعجلات لدى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة.
إلى ذلك، فلو لا تدخل رجال الشرطة من الهيئة الحضرية، وعلى رأسهم ضابط الأمن، رئيس فرقة مرور (عيسى)، في الوقت المناسب، لكان السائق المتهور، الفاقد لوعيه وقدراته التمييزية، استمر في رحلة الفرار، ولكان تسبب تباعا في حوادث سير كارثية، غير محسوبة العواقب، سيما أن واقية سيارته الزجاجية الأمامية، كانت مهشمة بأكملها، بفعل الاصطدام العنيف؛ ما كان يحجب عنه الرؤية كليا.
وتجدر الإشارة إلى أن حركات السير والمرور في شوارع الجديدة، سيما على المحاور الطرقية المؤدية إلى مركز جماعة مولاي عبد الله، قد عرفت اكتظاظا وارتباكا مقلقين، تزامنا مع موسم مولاي عبد الله أمغار، الذي بات بالمناسبة “تظاهرة غير صحية”، ومرتعا للانحراف والشعوذة، وترويج المخدرات والسموم والمحظورات، وتسويق مواد غذائية فاسدة، لحوم حمراء وبيضاء غير صالحة للاستهلاك، شكل تمديد فترة تنظيمه، منذ السنة الماضية، أكثر من أسبوع، عوض تقليصها إلى أدنى من ذلك، عبئا أمنيا وبيئيا وصحيا ثقيلا، على السلطات والمتدخلين والمسؤولين والقائمين على تدبير الشأن العام. ما يستدعي بإلحاح تدخل وزارة الداخلية، وعامل إقليم الجديدة، لإعادة النظر في مدة تنظيمه، على أن لا تتعدى 5 أيام أو 6 أيام، على أبعد تقدير، كما كان أصلا في سابق عهده، وكذا، إعادة النظر في فترة تنظيمه، والتي يستحسن أن تتزامن انطلاقة فعالياته مع أول جمعة من شهر غشت.
هذا، وأفاد مسؤول جماعي أن عدد زوار موسم مولاي عبد الله أمغار، قد زاد، هذه السنة، عن 6 ملايين زائر؛ وهذا رقم جد مبالغ فيه، ولم يستند إلى أي معطى علمي أو واقعي. كما أن فترة تنظيم هذه التظاهرة أصبحت تمتد، وللسنة الثانية على التوالي، إلى أكثر من أسبوع، متخطية بذلك موسم الحج، الذي يقصده المسلمون من مختلف بقاع الكرة الأرضية، والذي تستغرق عادة إقامة مناسكه من 5 إلى 6 أيام، تبدأ بمناسك محددة في اليوم الثامن من ذي الحجة، وتنتهي في اليوم الثالث عشرة منه. إذ يؤدي حجاج بيت الله الحرام، خلال هذه الأيام، مناسك الحج، من الإحرام، والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمرات، وطواف الإفاضة، وطواف الوداع.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X