تطوان.. المتسولون يعودون إلى الشوارع بعد مغادرة الملك.. أين هي السلطات؟

عمر الرزيني :تطوان 

ما إن غادر الملك محمد السادس مدينة تطوان و المدن الساحلية عائدًا إلى العاصمة الرباط، حتى عادت فرق المتسولين لتملأ الشوارع والساحات، في مشهد يفضح ازدواجية التعامل مع هذه الظاهرة ويكشف عجز المسؤولين المحليين عن معالجتها بشكل دائم.

فخلال فترة إقامة الملك بتطوان، اختفى المتسولون بشكل مثير، وكأن المدينة خالية من هذه الظاهرة التي تنهش كرامة المواطن وتشوه صورة المدينة السياحية. لكن ما إن تحرك الموكب الملكي نحو الرباط، حتى عادت الجموع لتحتل الشوارع الرئيسية والمقاهي والإشارات الضوئية، وكأن شيئًا لم يكن.

هذا المشهد يطرح سؤالًا محرجًا: هل تُدار المدينة بعقلية المناسبات فقط؟ وهل حياة المواطنين وسمعة المدينة لا تستحق نفس الحرص إلا بوجود الملك؟

ما يجري اليوم ليس سوى دليل على سياسة ترقيعية فاشلة، تعتمد على إخفاء الأوساخ تحت السجادة بدل معالجتها من الجذور.

إن انتشار التسول في كل زاوية من تطوان ليس فقط إهانة للمدينة ولسكانها، بل فضيحة أخلاقية تكشف عن فشل ذريع للسلطات المحلية في إيجاد حلول اجتماعية وإنسانية، والاكتفاء بترحيل المتسولين وإخفائهم مؤقتًا عند كل زيارة ملكية.

المواطنون يتساءلون: أين هي المبادرات التي وُعدوا بها؟ أين هو دور الجماعات المحلية، والمصالح الاجتماعية، والأمنية؟ أم أن كل ما يهم هو “تلميع الصورة” وقت الحاجة ثم ترك المدينة فريسة للفوضى والإهمال؟

لقد آن الأوان لكشف الحقيقة: تطوان ليست ديكورًا يُجمَّل عند حضور الملك، بل مدينة يعيش فيها مواطنون وزوار يستحقون حياة كريمة على الدوام. والمسؤول الذي يكتفي بالحلول الظرفية، إنما يعلن فشله ويضع نفسه موضع مساءلة تاريخية أمام الرأي العام.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى