
بين جمالية المكان وابتزاز الزوار.. هل تُفقد شفشاون بريقها السياحي؟
عمر الرزيني – تطوان
كانت تُعرف قديمًا بلقب “اللؤلؤة الزرقاء”، مدينة مغربية ساحرة استقطبت على مدى سنوات آلاف الزوار من الداخل والخارج، لما تتميز به من طابع معماري فريد، وأزقة مطلية بالأزرق، وطبيعة خلابة تنبض بالسكون والجمال. لكن، ومع مرور الوقت، بدأ وجه المدينة يتغير تدريجيًا، لا بفعل الزمن، بل بسبب ممارسات بشرية باتت تهدد جاذبيتها السياحية.
و خلال الفترة الأخيرة، تداول عدد من المواطنين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، تقارير وشهادات توثق ظاهرة “احتلال” أزقة المدينة من قبل سكان أو أشخاص يعتبرونها “ملكًا خاصًا” ويطالبون الزوار بدفع 5 دراهم مقابل التقاط صورة في أحد الأزقة الشهيرة, وهو ما خلق حالة من الاستياء والتذمر لدى العديد من الزوار، خاصة السياح المغاربة، الذين تفاجأوا بفرض رسوم عشوائية دون سند قانوني.
و تحوّلت بعض زوايا وأزقة المدينة، التي لطالما كانت مجانية ومتاحة للجميع، إلى فضاءات تجارية بامتياز، حيث تُفرض تسعيرة لكل صورة أو مرور، دون أن تكون هناك لوحات رسمية أو أي إشراف من الجهات المعنية.
هذه الممارسات، وفق عدد من المتتبعين، تعكس غياب تنظيم واضح للقطاع السياحي داخل المدينة، وتحوّل بعض مظاهر التراث المعماري إلى فرص للربح الفردي الضيق على حساب الصورة العامة للوجهة.
و تزامنًا مع هذه الظواهر، تشكو فئة من مهنيي القطاع السياحي بمدينة شفشاون من ركود اقتصادي ملحوظ، وتراجع أعداد الزوار، خاصة من المغاربة، الذين أصبحوا يفضلون وجهات أخرى أكثر ترحيبًا واحترافية، سواء داخل المغرب أو خارجه.
وبدلًا من البحث في الأسباب الحقيقية لتراجع النشاط السياحي، تُطرح أسئلة في غير محلّها عن “سر تراجع الإقبال”، دون التوقف عند التجارب السلبية التي بات يعيشها الزائر.
و يرى عدد من الفاعلين في المجال السياحي أن استمرار هذه الظواهر دون تدخل من السلطات المحلية أو الجهات الوصية قد يضرّ بصورة شفشاون كوجهة سياحية عالمية, مطاابين بضرورة التدخل لحماية المدينة وزوارها من المبتزين والسماسرة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X