
بعد سقوط عمارة فاس.. هل ينتظر عامل المحمدية انهيار إقامة بساتين الفردوس ليتحرك؟
هبة بريس _ الدار البيضاء
لا تزال صدمة سقوط عمارة فاس تخيم على الرأي العام الوطني، بعدما خلفت فاجعة إنسانية مؤلمة، راح ضحيتها أبرياء تحت الأنقاض بسبب الإهمال والتقصير، مباشرا كان أم غير ذلك.
وبينما الحزن ما يزال يخيم على الأسر المكلومة، صرخ سكان إقامة بساتين الفردوس بجماعة بني يخلف بإقليم المحمدية، مطالبين بتدخل عاجل قبل تكرار الكارثة في مدينتهم.
“الإقامة هازها الما ديال الواد الحار وفي أي لحظة تقدر تطيح”، هكذا وصف أحد السكان الوضع داخل التجمع السكني رقم 5 ببساتين الفردوس المحمدية، بعدما تحول مرآب الإقامة إلى مستنقع من المياه العادمة، بسبب غياب قنوات الصرف الصحي الأساسية، مما يهدد أساسات البناية الحديثة التي لم يكمل بناؤها بعد سبع سنوات فقط.
وتوصلت جريدة هبة بريس بعشرات الشكايات مرفقة بصور وفيديوهات توثق حجم الضرر الذي طال أساسات البناية، حيث تظهر المياه العادمة وهي تتسرب إلى الجدران و تغمر المرآب الذي تم تشييده لغرض مبهم و عجيب بحيث لا يتم فيه ركن السيارات، و ذلك في مشهد أقرب إلى الإهمال المتعمد منه إلى خلل عرضي.
يقول “م.أ” و هو أحد القاطنين بالإقامة: “حنا كنعيشو الخطر كل نهار، الريحة خانزة عندنا في ديورنا صباح مساء، الحشرات في كل مكان، واللي خايفين منو هو يطيح علينا السقف فشي ليلة”.
فيما أكدت “ف.ب”، من ساكنة التجمع: “عيينا نكتبو الشكايات ونمشيو للسلطات وما كاينش لي كيسمع لينا، حنا مغاربة وعندنا الحق فالسكن الآمن، آش كيتسناو المسؤولين، واش حتى تريب عاد يتحركو يجيو يجمعونا في ميكات جثث هامدة؟”
و الغريب في الأمر هو أنه و رغم التبليغات و الشكايات المتكررة، لم تحرك عمالة المحمدية ساكنا، و معها السلطات المحلية ببني يخلف المحمدية، ولم تتفاعل لا الشركة المفوضة السابقة ليديك و لا SRM الحالية، مع هذا الوضع الخطير، في ظل تهرب المقاول صاحب المشروع من مسؤوليته القانونية والأخلاقية.
و ختم السكان نداءهم برسالة مفتوحة إلى والي الجهة عبر عامل عمالة المحمدية، ينشدون من خلالها ضرورة التحرك بشكل فوري للوقوف على الخروقات التي تعرفها إقامة بساتين الفردوس، مؤكدين: “حياتنا وأرواح أطفالنا في خطر، والوضع لا يحتمل التسويف ولا المراسلات الإدارية الباردة، ننتظر منكم تحركا يثبت أن الدولة حاضرة قبل الفاجعة، لا بعدها فقط، كل ما نرجوه هو أن لا نصبح أرقاما في خبر عاجل عن انهيار جديد”.
و في ظل هذا الصمت، يطرح السؤال: هل ننتظر سقوط عمارات الإقامة وسقوط الأرواح معها، كي يتحرك المسؤولين؟ أم أن الدولة ستتدخل لتثبت أنها حامية لمواطنيها في زمن الدولة الاجتماعية؟ و هل يتحمل القائمون على تدبير شؤون المحمدية المسؤولية قبل وقوع الفاجعة لإنقاذ الوضع أم سننتظر الأقدار لتحرك المياه الراكدة؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X