الهجرة السرية تفتك بشباب الناظور.. هل من حلول لإنقاذ الأرواح؟

هبة بريس – محمد زريوح

تعيش شوارع إقليم الناظور حالة من الترقب والتوجس، حيث باتت ظاهرة الهجرة غير الشرعية مصدر قلق مستمر في المنطقة. فقد أصبح الحديث عن اختفاءات ووفيات نتيجة الهجرة عبر البحر شائعًا بشكل مقلق. تضاف إلى ذلك محاولات السباحة نحو مليلية المحتلة، التي تعرض شباب المنطقة للخطر بشكل يومي.

في كل مرة، تعود الأخبار لتتناقل عن حالات اختفاء جديدة لشبان حلموا بحياة أفضل في الضفة الأخرى، لتضاف إلى قائمة الضحايا الذين دفعوا ثمن طموحاتهم بثمن غالٍ.

وعلى الرغم من محاولات عديدة للحد من هذه الظاهرة، يبقى الوضع مستمرًا ويشهد تصاعدًا في أعداد المهاجرين.

ولعل من أبرز الطرق التي يتبعها هؤلاء الشباب هي السباحة نحو مليلية المحتلة، محاولين قطع المسافة بين الشاطئ والميناء المحتل رغم صعوبة الطريق والمخاطر التي تهدد حياتهم.

وأحيانًا تنتهي هذه الرحلات المأساوية بالعثور على جثث عائمة في البحر، ما يفاقم من مأساة العائلات التي فقدت أبناءها في محاولات غير مضمونة العواقب.

من جهة أخرى، هناك من ينجح في الوصول إلى مليلية، لكن ذلك لا يعني نهاية معاناته. فالشباب الذين يصلون إلى المدينة المحتلة يجدون أنفسهم في مواجهة ظروف قاسية، تتراوح بين العمل غير الشرعي وغياب الحقوق الأساسية، ما يجعلهم يعودون في بعض الأحيان إلى نفس دوامة الهجرة نحو أراضٍ أخرى.

ارتفاع أعداد المهاجرين في الريف عمومًا، سواء عبر القوارب أو عبر الميناء في بني أنصار، يعكس واقعًا اجتماعيًا واقتصاديًا صعبًا.

ففي ظل البطالة المتفشية وغياب فرص العمل، يجد العديد من الشباب أنفسهم مجبرين على مغادرة وطنهم بحثًا عن حياة أفضل في بلاد الرفاهية.

ويضاف إلى ذلك أن الهجرة السرية أصبحت جزءًا من واقع المجتمع في الناظور، حيث لا تمر فترة دون أن يسمع الناس عن عملية هجرت جديدة، سواء عبر البحر أو الميناء، بل أحيانًا عبر مناطق نائية أخرى. وتصبح الجريمة، في بعض الأحيان، نتيجة للضغط الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه هؤلاء الشباب.

في ظل هذه الوضعية المقلقة، يبقى السؤال المطروح هو: كيف يمكن للسلطات المحلية والمجتمع المدني أن يتعاونوا لإيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة؟ يجب العمل على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة وتوفير بدائل حقيقية للشباب، من أجل إنقاذهم من السعي وراء الحلم المجهول، الذي قد يتحول إلى كابوس مأساوي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى