
الفنيدق على وقع توتر متصاعد: سكان يشتكون من الفوضى وتنامي مظاهر العنف
عمر الرزيني – تطوان
تشهد مدينة الفنيدق في الآونة الأخيرة حالة من الاحتقان والقلق، بعدما تحولت بعض شوارعها وأحيائها إلى مسرح لمشاهد عنف وفوضى متكررة، كان آخرها ما وقع في شارع محمد الخامس، حيث اندلعت مواجهات صاخبة بين مجموعات من المنحرفين وعدد من المهاجرين غير النظاميين.
المشهد، وفق روايات السكان، اتسم بتبادل السباب والشتائم والعراك بالأيدي، مصحوباً بضوضاء استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل، ما جعل حياة المواطنين تتحول إلى معاناة يومية، وسط شعور متزايد بانعدام الأمن.
السكان المحليون يصفون الوضع بالخطير، مشيرين إلى أن ما يُرى في الشارع الرئيسي قد يكون أهون مما يجري داخل الأزقة والأحياء الشعبية، حيث يغيب المراقب وتنتشر ممارسات مثيرة للقلق. ووفق شهادات متطابقة، فإن هذه الأحداث لم تعد مجرد حالات معزولة، بل تحوّلت إلى ظاهرة تثير الرعب وتؤثر بشكل مباشر على الطمأنينة العامة وصورة المدينة التي كانت في وقت قريب مضرب المثل في الهدوء والنظام.
مراقبون محليون يحذرون من أن استمرار هذه الوضعية قد يقود إلى انفجار اجتماعي يصعب التحكم في تداعياته، خصوصاً أن الفنيدق تعيش ضغوطاً اقتصادية واجتماعية مرتبطة بظروف البطالة والهجرة غير النظامية، فضلاً عن التحديات الأمنية المتصاعدة.
أمام هذا المشهد، يتساءل سكان المدينة عن دور السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في مواجهة هذه الظواهر وحماية المواطنين من الاعتداءات والمضايقات. ويؤكد العديد منهم أن غياب التدخل الفعّال قد يزيد من تفاقم الوضع ويقود إلى فقدان الثقة في المؤسسات، وهو ما يتطلب حلولاً عاجلة وجذرية لإعادة الأمن والسكينة إلى الفضاء العمومي.
من جهتها، تطالب فعاليات مدنية بضرورة وضع استراتيجية واضحة لمعالجة الأزمة، ترتكز على تعزيز الحضور الأمني من جهة، وتوفير بدائل اجتماعية واقتصادية للشباب من جهة أخرى، حتى لا تبقى المدينة رهينة حلقات متكررة من العنف والفوضى.
الفنيدق، المدينة الحدودية التي ارتبط اسمها بالتجارة والهدوء، تجد نفسها اليوم أمام تحديات معقدة تهدد مستقبلها الاجتماعي والاقتصادي، وتضع الجهات المسؤولة أمام سؤال ملح: متى يتم التحرك لإنقاذ المدينة وإعادة الاعتبار لسكانها؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X