الدار البيضاء.. سوء تدبير التواصل يطبع افتتاح بحيرة الألفة بالحي الحسني

هبة بريس – الدار البيضاء

شهد افتتاح منتزه بحيرة الألفة بالحي الحسني بالدار البيضاء خيبة أمل واسعة، بعدما كان يُرتقب أن يكون لحظة جامعة تُبرز نجاح تجربة إعادة تهيئة هذا الفضاء العمومي، ليتحول إلى نشاط بروتوكولي مغلق اقتصر على حضور رئيس المقاطعة وبعض المسؤولين، يتقدمهم رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء، في غياب الجسم الإعلامي ومستشاري المقاطعة، وهم المعنيون بالدرجة الأولى بمثل هذا الحدث.

الصور المتداولة من حفل الافتتاح عكست مشهداً أقرب إلى لقاء ضيق بين “حاشية” منتخَبين ومسؤولين محليين، بدل أن يكون احتفالاً مدنياً مفتوحاً يُظهر للساكنة ما تحقق من مشاريع. والمثير أن مصلحة التواصل بجماعة الدار البيضاء، التي تُخصص لها اعتمادات مالية مهمة من المال العام، لم تقم بدورها في إشراك وسائل الإعلام ونقل تفاصيل المشروع للرأي العام، فيما وجد عدد من المنتخبين أنفسهم خارج دائرة الدعوة والحضور.

هذا التعامل يعكس أزمة في تدبير الشأن المحلي، حيث ما زالت بعض الجهات تتعامل مع الأنشطة العمومية بعقلية “المناسبات الخاصة”، عوض جعلها فضاءات للتواصل وترسيخ مبادئ الديمقراطية التشاركية التي نص عليها الدستور. وإذا كانت الحكامة الجيدة تقوم على الشفافية والانفتاح، فإن ما وقع في افتتاح بحيرة الألفة يُجسد ارتداداً إلى الوراء وتكريساً لثقافة الإقصاء.

إن تغييب الإعلام لا يعد مجرد تفصيل شكلي، بل هو إضعاف مقصود لدور الصحافة في مواكبة المشاريع العمومية وحرمان المواطنين من حقهم في المعلومة، فيما يثير إقصاء المستشارين تساؤلات حول مدى التزام المجالس المحلية فعلاً بمفهوم التشارك، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون شعارات للاستهلاك السياسي.

لقد كانت المناسبة فرصة سانحة لتقديم صورة حضارية عن الدار البيضاء، غير أن سوء تدبير التواصل حوّلها إلى نموذج جديد عن الانغلاق والعزلة. ويبقى السؤال المطروح: متى يستوعب بعض المسؤولين أن التنمية الحقيقية لا تتحقق عبر صور رسمية مغلقة، بل من خلال حضور الجميع ومشاركة الجميع؟



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى