الحسيمة.. ليلة صاخبة بشاطئ بادس تنتهي بتدخل أمني حازم

فكري ولدعلي –  هبة بريس

في واحدة من أنجح التدخلات الأمنية هذا الصيف، أجهضت مصالح الدرك الملكي بطوريس، بإقليم الحسيمة، جلسة “سكر جماعي” تحوّلت إلى خلية لتعاطي وترويج الممنوعات بشاطئ بادس، المعروف بطابعه العائلي والهادئ.

التحرك، الذي جاء بعد ورود معطيات ميدانية دقيقة، قاده رئيس مركز الدرك الملكي بطوريس، الذي لم يمضِ على تعيينه سوى أسابيع قليلة، لكنه أثبت بسرعة كفاءته ومتابعته الحثيثة لنقاط التوتر بالمنطقة.

وفي حدود الثانية فجراً من ليلة الجمعة، انطلقت عملية تمشيط واسعة بالشاطئ، أسفرت عن توقيف خمسة أشخاص في البداية، بينهم شابان وفتاتان من القنيطرة، إضافة إلى شخص من جماعة الرواضي تبيّن لاحقاً أنه الحلقة المحورية في شبكة تزويدهم بالمشروبات الكحولية والمخدرات، بما في ذلك المخدرات الصلبة.

ولم تنتهِ العملية عند هذا الحد. التحقيقات الأولية قادت إلى كشف خيوط إضافية، حيث دلّ الموقوفون على ثلاثة شركاء آخرين يتعاونون معهم، ينحدرون من جماعتي الرواضي واسنادة. وبعد عمليات متابعة دقيقة، تم توقيفهم جميعًا، ليُغلق بذلك ملف كان من شأنه أن يجرّ الشاطئ إلى ممارسات تُسيء لصورته ومكانته بين المصطافين.

اللافت أن هذه العملية الأمنية لم تمرّ مرور الكرام. رواد الشاطئ الذين توافدوا للاستجمام، تنفّسوا الصعداء بعد هذا التدخل، معتبرين أن مثل هذه الخطوات ضرورية لردع من يعتقد أن الشواطئ مساحات للفوضى والانحلال بدل الراحة والاستجمام.

الرسالة وصلت بصوت عالٍ: لا تهاون مع من يحاول المسّ بأمن المصطافين أو تحويل الفضاءات السياحية إلى أوكار للانحراف. وما حدث في بادس ليس مجرد عملية توقيف، بل هو تأكيد على عودة القبضة الأمنية الصارمة إلى مداخل ومخارج الإقليم، خاصة في أوقات الذروة الصيفية.

فهل تكون هذه العملية بداية لمسلسل تطهير شامل لمحيط الشواطئ من السلوكيات المرفوضة؟ يبدو أن الحسيمة تتجه بثبات نحو صيف آمن… على الأقل في ظل هذا اليقظ الأمني اللافت.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى