الحاجب.. مشاريع على إيقاع التوقف بعد رحيل العامل السابق

هبة بريس- الحاجب

من كان يتجول في شوارع وأحياء الحاجب قبل سنوات، كان يلمس دينامية تنموية غير معهودة: طرق معبدة، مؤسسات في طور الإنجاز، مشاريع اجتماعية ترى النور، وزيارات ميدانية متواصلة لعامل الإقليم آنذاك. كانت وتيرة العمل توحي بأن الإقليم يسابق الزمن للحاق بركب التنمية.

لكن الصورة اليوم مختلفة. كثير من المشاريع تباطأت، وبعض الأوراش فقدت بريقها، فيما المواطن البسيط يتساءل: ما الذي تغيّر؟
العامل السابق كان يوصف بـ”دينامو الحاجب”، يحرّك المشاريع بنفسه، يضغط على المقاولات والإدارات، ويتابع التفاصيل عن قرب. رحيله ترك فراغًا واضحًا؛ فالإيقاع انخفض بشكل ملموس، وغابت المتابعة اليومية التي كانت تفرض الانضباط.

المشاريع المتعثرة ليست دائمًا ضحية نقص الموارد، بل كثيرًا ما تصطدم بجدار البيروقراطية: مساطر معقدة، صراعات خفية بين المصالح، وغياب التنسيق بين الجماعات. النتيجة: أوراش تنتظر، وسكان يترقبون.

بين خطاب التنمية وانتظارات الساكنة

الساكنة اليوم تقارن بين الأمس واليوم. بالأمس، كان الأمل في كل زاوية. أما اليوم، فهناك إحباط يتسرب تدريجيًا، خاصة لدى الشباب الذين يرون في توقف المشاريع ضياع فرص للشغل والتنمية المحلية.

هل من عودة للزمن الجميل؟

السؤال المطروح بإلحاح: هل ستبقى مشاريع الحاجب رهينة التباطؤ الإداري؟ أم أن السلطات الحالية ستلتقط الرسالة وتعيد الروح إلى الأوراش المتوقفة؟ المواطنون لا يطالبون بالمستحيل، بل فقط بالاستمرارية: أن تظل عجلة التنمية تدور بنفس الحماس، بعيدًا عن تقلبات الأشخاص والظروف.

الحاجب اليوم يقف عند مفترق طرق؛ إما أن يستعيد إيقاعه السابق ويعيد الثقة لساكنته، أو يستسلم للتباطؤ الذي لا يرحم في ذاكرة الناس. فالمدن، مثل البشر، تُقاس بقدرتها على الاستمرار لا بالانطلاق فقط.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى