اختناق مروري يعيد فتح النقاش حول فشل السياسات التنموية بشمال المغرب

عمر الرزيني – تطوان

طرق مكتظة وزوار عالقون بالساعات.. تعيش مدن تطوان والمضيق والفنيدق، مع كل موسم صيفي، على وقع اختناق مروري خانق يُحوّل عطلة الزوار إلى معاناة يومية فوق الطرقات. فبدل أن يستمتع القادمون إلى شواطئ الشمال بساعات من الراحة، يجدون أنفسهم عالقين في طوابير سيارات لا تنتهي، حيث قد تستغرق رحلة قصيرة بين المدن الساحلية أكثر من ثلاث ساعات.

في الوقت الذي يعتبر فيه بعض السياسيين أن كثرة الزوار تمثل “إنجازاً” يستحق التهليل، يرى آخرون أن تكرار المشهد نفسه منذ أكثر من عقدين يكشف فشلاً واضحاً في السياسات العمومية، خاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية وشبكة الطرق. فكيف يُعقل أن تُستقبل مئات الآلاف من الأسر سنوياً دون توفير منافذ طرقية كافية ولا حلول بديلة لتخفيف الضغط؟

فالمفارقة الصارخة أن جزءاً كبيراً من عطلة الأسر يضيع في الانتظار داخل السيارات، بدل الاستمتاع بالشواطئ أو المرافق السياحية. الأمر الذي يطرح تساؤلات جدية: أي معنى لـ”العطلة” إذا كان الزائر يقضي ثلثيها في الطريق؟

تكرار هذه الأزمة الصيفية يكشف غياب مقاربة استراتيجية شاملة، إذ لم يعد مقبولاً التعامل مع تكدس الطرقات باعتباره “ظاهرة موسمية”. المطلوب اليوم إرادة سياسية حقيقية، تستحضر أن نجاح أي وجهة سياحية لا يُقاس بعدد الوافدين فقط، بل بمدى جودة الخدمات وظروف الاستقبال والتنقل.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى